نساء مصريات يواجهن الفقر

22 - جماد ثاني - 1429 هـ:: 27 - يونيو - 2008

نساء مصريات يواجهن الفقر بالصناعات اليدوية

نساء مصريات يواجهن الفقر Fd9ae98420

الفيوم - صحف (لها أون لاين)

استطاعت نساء في مدينة الفيوم المصرية، مواجهة الفقر والبطالة وقلة ذات اليد، عبر صناعات يدوية، أمّنت لهنّ ولعائلاتهن، قوتاً ومصدراً للرزق، خاصة في ظل انتشار البطالة، وارتفاع أسعار الكثير من المواد الغذائية والتموينية.

وقالت مصادر إعلام مصرية اليوم: "إن هناك آلاف الحالات بين المواطنات الفيوميات، ممن تعانين الفقر والبطالة، واللائي أشار إليهن تقرير التنمية البشرية الصادر مؤخرًا عن الأمم المتحدة، الذي أكد أن محافظة الفيوم تحتل المركز الرابع بين محافظات مصر من حيث الفقر حيث تبلغ نسبة الفقر بها ٣٥.٤% من سكانها بينهم ١٠.٩% لا يجدون قوت يومهم، وتصل نسبة الأمية بين الشباب من سن ١٥ إلي ٢٤ إلي ٢٠% ونسبة المتسربات من التعليم إلي ٣٣.٨% في حين وصلت نسبة الأمية في سكان المحافظة إلي٥٢.٣%، وأن ١٠% من الأسر هناك تعولها امرأة، أي ما يساوي ٢٥% من نسبة الأسر الفقيرة التي يقدر عددها بـ٤٠٠ ألف أسرة".

ونقلت صحيفة (المصري اليوم) عن إحدى النساء العاملات في المهن اليدوية قولها: "إنها أم لثلاثة أطفال وزوجها مزارع بسيط، لم تعرف القراءة أو الكتابة، لكنها دائمًا كانت تعاني من عدم قدرتها علي التواصل مع أبنائها والتعرف علي مستواهم الدراسي، فضلاً عن رغبتها في مساعدة أسرتها في توفير بعض السلع الأساسية توفيرًا لزوجها العامل الزراعي، فوجدت مدارس ليلية تسمي المدارس الحقلية سمعت عنها من جارتها، وبالفعل توجهت إليها ووجدت بها نشاطًا لمحو الأمية، وفيه بدأت تتعلم الحروف وكتابة اسمها وأسماء أولادها وتتعلم الآن القراءة".

وبالرغم من أن هذه المدرسة تعمل من الساعة الثامنة مساء حتي العاشرة إلا أن زوجها شجعها، خاصة أنها تعلمت كيف تصنع الصابون السائل بنفسها، وكيف تصنع مفارش خاصة بمنزلها، وهو الأمر الذي قلل من النفقات وشجعها علي بيع بعض المفارش لجيرانها.

كما تنقل عن أم عادل، وهي سيدة من سيدات الفيوم لديها ٥ أبناء وزوجها عامل بسيط، عمرها لا يزيد عن الـ ٣٥ ولكنها تبدو في الخمسين، تحكي مشكلات المرأة الفيومية قولها: "المواطن هنا مظلوم فالحياة صعبة والفقر مسيطر، ففي الصباح تقوم كل سيدة بتحضير الطعام وتنظيف منزلها وبعدها طعام الماشية والدواجن، ثم تساعد زوجها في الزراعة ثم تعود لتحضر طعام الغداء وتذهب به إلى زوجها في الأرض، وفي المساء تعود إلى المنزل وهي منهكة القوى".

ولكن من أكثر المشكلات التي تقابلها وتؤثر علي حياتها المنزلية وحالتها وحالة أبنائها الصحية هي مشكلة نقص المياه، فالمياه غير متوافرة حتى إنها لا تصل إلي الدور الثاني، وهو ما يضطرها إلى انتظار المياه لساعات طويلة ثم تدخرها في أوان واسعة كي تستفيد منها بعد ذلك في الطهي وغسل الأواني.

وتقول: إلى جانب نقص المياه فإنها ملوثة وتجلب تعب الكلي، وهناك الأرض الزراعية التي كثيرًا ما يصيبها الجفاف وتسوء حالة المزروعات، ومعها يضيع دخل الأسرة ويتفاقم الفقر.